|

خطوة اخرى على طريق الانقسام  

الكاتب : الحدث 2022-01-28 05:09:01

بقلم - حنان محمدالثويني

‏يكشف الخلاف بين وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان و سكرتير المجلس الأعلى لأمن النظام علي شمخاني من جهة و حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان القريبة من المرشد الأعلى عن جذور إزدواجية موقف خامنئي التي ظهرت واضحة حين تحدث عن إمكانية “التفاعل” و “التفاوض” مع العدو، وأكد في الوقت نفسه على عدم الاستسلام.

‏  أعطى أمير عبد اللهيان على الضوء الأخضر لإجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة قائلا “إذا كانت هناك حاجة لإجراء محادثات مباشرة لن نتجاهلها” وتبعه شامخاني ليؤكد إحتمالات الخوض في المحادثات المباشرة، بشرط أن يكون هناك “إتفاقٌ جيد” لكن سرعان ما هاجمهما شريعتمداري واصفا رؤيتهما بـ “الجري وراء السراب” ومحذرا من إغراق النظام في “المستنقع الذي أعدوه له”.

‏شدد شريعتمداري في مقالته على أن هناك من يشاركه الرأي، وأن تصريحاتهما أثارت موجة قلق بين طيف واسع من الموالين المتشددين والعناصر المستعدة دائما لتنفيذ أوامر النظام، وأكد على ضرورة تصحيح أقوالهما غير المدروسة وإزالة الشكوك التي أثارتها.

‏في تلك الأثناء أعلن الرئيس إبراهيم رئيسي خلال مقابلة تلفزيونية على أن هناك مجال لأي إتفاق إذا كانت الأطراف مستعدة لرفع العقوبات، ويأتي غموض موقفه من التناقض الجوهري في نسيج وبنية النظام.

‏ظهر الشقاق واضحا بين اقرب عناصر خامنئي، مثل شمخاني وأمير عبد اللهيان وشريعتمداري عندما تصاعد لهيب الأزمة الحادة وانسد افق الخروج منها، كما يحدث في أنظمة  مافيات القوة والثروة، فمن ناحيتهم يقول شمخاني، أمير عبد اللهيان، قاليباف، ولايتي، ومراجع الدين بان الوضع بات حرجا للغاية وإحتياطيات النظام الإستراتيجية مستنزفة لدرجة عدم وجود خيار سوى التوصل إلى إتفاق بأي ثمن، وأن طريقة الوصول إلى إتفاق هي بالتفاوض المباشر مع الشيطان الأكبر، في حين يرى الطرف الآخر الذي تمثله صحيفة كيهان ومديرها حسين شريعتمداري المدعوم من مجتبى نجل خامنئي أن المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة والتوصل إلى إتفاق سم قاتل لأن الخطوة الأولى تضعف هيمنة الولي الفقيه و التالية تضع النظام على منحدر “التدهور اللانهائي” الذي حذر منه خامنئي نفسه بقوله إنه لن يُبقي شيئًا من النظام.

‏يعيش خامنئي في مازق الغموض والعجز عن إتخاذ موقف حاسم في محادثات فيينا، وعدم القدرة على الخروج من الأزمات سواء بإتفاق أو دون إتفاق، مما يضعف أُسس النظام ويدفعه نحو التمزق من الداخل..